قصة كوكاكولا مع شهر رمضان
التسويق بين إعادة تشكيل الاحتياجات وتغيير القناعات
يقول سيرجيو زيمان مدير التسويق لكوكاكولا في فترة الثمانينيات في كتابه نهاية التسويق الذي نعرفه "تلخيص وترجمة شركة الاعلام العلمي #شعاع"
انه عندما فاجأه مدير مبيعات الشرق الأوسط بتوقعات متدنية للمبيعات خلال شهر يناير 98، وان سبب ذلك هو حلول شهر رمضان وهو شهر الصيام عند المسلمين وهم أغلب سكان الشرق الأوسط بالاضافة إلى أن ذلك تزامن مع موسم الشتاء وعليه لم يقبل زيمان هذا الطرح وقام باعادة صياغة المشكلة على النحو التالي:
المسلمون لا يمتنعون عن الأكل والشرب إلا في نهار رمضان وبالتالي عليك تكثيف الحملات الإعلانية في الليل وبعد الافطار، بل بالامكان اقناع الناس باستهلاك كوكاكولا بمعدل أكبر لتعويض مشاعر العطش خلال الصوم، اجعل كوكاكولا أحد المكونات الرئيسية لوجبة الافطار!!
انتهى كلام الرجل الذي ساهم بشكل كبير في اعادة تشكيل الاحتياجات للمشروبات الغازية وجعل لها نصيب من مائدة الافطار على الرغم من وجود ثلاث تحديات وهي:ـ
التحدي الأول:ـ وجود المشروبات التقليدية لمثل هذه المناسبات العرقسوس والتمر وقمر الدين
التحدي الثاني:ـ توقف الناس عن الاكل والشرب لفترة غير قليلة طوال اليوم في هذا الشهر
التحدي الثالث:ـ على الرغم ايضا بأن هذه الفترة كان رمضان في الشتاء أي الحاجة الى السوائل اقل بكثير من فترات الصيف
ولكنه لم يستسلم لهذا الأمر ولعب على اعادة تشكيل احتياجات العملاء من خلال التعرف على ثقافاتهم والتناغم معها وبالتالي القدرة على تغيير القناعات لدى الجمهور من خلال تكثيف الاعلانات حول مفهوم معين وهو أن مثل هذه المشروبات تعمل على تعويض مشاعر العطش طول اليوم.
وبهذا استطاع الرجل من تحويل التحديات والعقبات الى فرص ونجاحات
تحياتي
محمود غويص