أشواك - سيد قطب

وهذه الرواية شئ مختلف تماما عن كتابات الرجل التي عهدناها؛ فإلى جانب ما يتمتع به من أُسلوبٍ أدبي مبدع من حسن بيان ومخاطبة العقول واستثارة الأذهان، فقد كانت كتابته التي نعرفها تملؤها كثير من الأنفة والكبرياء والكرامة والإباء. إلا أنه في هذه الرواية والتي كُتبت في المرحلة الأولى من حياته الفكرية أي قبل انضمامه لجماعة الإخوان المسلمين فتجد فيها نوعا من الرقة والشجون وأظنها -ولست متأكد من ذلك - ومن خلال قراءتي لها والتي لم تلبث إلا ساعة أو يزيد أظنها تجسد شطرًا من حياته وتلامس جزءا من شخصيته وسماته، فكان كأنما يكتب بنفسه عن نفسه؛ وذلك لتشابه شخصية سامي بطل القصة لشخصية الأديب فكلاهما رجلٌ قرويٌ أديبٌ وكاتبٌ من أبناء الريف عزيز النفس أصيل الخلق ربيب التقاليد والأعراف يعيش تجربة حب مليئةً بالأشواق والأشواك وتنتهى قبل أن تكتمل فتزداد بذلك أشواكه وأشواقه وتكون في ظني سببا لتكوين شخصية كهذه تمزج ما بين الكبرياء والأنفة والاعتداد بالنفس من جانب وبين الرقة والإحساس المرهف من جانب أخر