الدكتور الأديب نجيب الكيلاني والأدب النظيف 

الدكتور نجيب الكيلاني   قرأت أغلب رواياته .. وكانت رواياته - في رأيي كقارئ على قدها

نوع مختلف يملؤها الإبداع والإتقان وكثير من الأدب النظيف دون اسفاف .

 

معروف عنه أنه الأديب الوحيد الذي خرج بالرواية خارج حدود بلده، وطاف بها ومعها بلدانا أخرى كثيرة، متفاعلا مع بيئاتها المختلفة، فكان مع ثوار نيجيريا في «عمالقة الشمال» وفي أثيوبيا في «الظل الأسود»، ودمشق في «دم لفطير صهيون»، و«على أسوار دمشق»، وفي فلسطين «عمر يظهر في القدس»، وإندونيسيا في «عذراء جاكرتا»، وتركستان في «ليالي تركستان» والتي تنبأ فيها بسقوط الشيوعية منذ أكثر من ثلاثين عاما.

وبالطبع كان له بصمته في سرد التاريخ الإسلامي من واقع الروايات الصحيحة مع معالجة لتشريح الحالة الاجتماعية والنفسية لأبطال رواياته، كما رأينا روايته الرائعة قاتل حمزة والتي يسرد فيها أعماق النفس البشرية لكي تبرز لنا وجه من أوجه الصراع النفسي الداخلي الذي قد يحتدم بين الإنسان ونفسه فيظل أسير الصراع الداخلي وأسير نظرات الناس الذي يسعى أن ينسلخ منها لكن تظل النظرات الناس له كالسهام النافذة والتي لا ترحم، وفي موضع اخر سأقوم بعرض تفاصيل هذه الرواية ولكن بشكل عام فإن الأديب عامة - كما قيل- إن لم يملك تلك القدرة على الاستشراف والتنبؤ بجوار الرؤية الفنية فلا خير في كثير من أعماله.

 

ود. نجيب الكيلاني هو بالطبع المبدع كامل الكيلاني أديب الأطفال الشهير والذي قرأت بعض قصصه كبيرا لاني لم اكن من محبي القراءة صغيرا- إذن فنجيب وكامل الكيلاني تشابهت اسماؤهما مع اختلاف نوعية الأدب وأصل العائلة

 

مليش في الأمور الأدبية قوي ولكني أرى أدبه يخرج من نفس المشكاة التي خرج منها أدب على أحمد باكثير، وعبد الحميد جودة السحار، وجُرجي زيدان وان كنت أرى في أدب الأخير سُمًا دُس في العسل لكونه عمل مع المخابرات البريطانية في مصر مترجما، كما أن سرديته للتاريخ الإسلامي في أدبه يشوبها كثير من المخالفات والمغالطات..

 

كما أن الامتداد الطبيعي لأدب نجيب الكيلاني النظيف المبدع المتقن رأيناه في روائع د. وليد سيف متعه الله بالصحة بل ليس امتداد وفقط بل تطور وازدهار واتقان.